هكذا عاش محاربو الصحراء أجواء العيد في لوكسمبورغ

تزامنت مواجهة أمس الودية والتي جمعت المنتخب الوطني الجزائري بنظيره من لوكسمبورغ مع عيد الأضحى المبارك، الذي عاش أجواؤه لاعبي المنتخب الوطني سويا ببهو الفندق الذي أقاموا فيه، في أجواء أوروبية لكن بنكهة جزائرية محضة حرس الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة على ترسيخها في ذهنيات لاعبيه، كيف لا وهو الذي أجبرهم على تبادل التهاني باللغة العربية عوض الفرنسية التي هي لسان الحال بالنسبة للاعبينا المحترفين الذين نشأوا كلهم في فرنسا، وبما أن مظاهر عيد الأضحى المبارك تتجسد في نحر الأضحية اقتداء بسنة المصطفى الحبيب، فإن "الفاف" لم تفوت هذه الفرصة واقتنت أضحيتان تم نحرهما بالمذبح البلدي لـ"دولانج" الذي يبعد عن الفندق مكان إقامة الخضر بـ15 كلم، ورغم أنه من الصعب جدا تشبيه الأجواء بما نعيشه في الجزائر إلا أن "الجنرال" حاول قدر المستطاع جعل الوضع مشابها لأجواء العيد في الجزائر حتى يحسّ لاعبوه بأجواء العيد سيما وأنهم في مهمة وطنية تتمثل في الدفاع عن ألوان المنتخب حتى ولو تعلق الأمر بمباراة ودية تحضيرية دون نقاط.

كافيتيريا الفندق تحولت إلى قاعة حفلات

استيقض لاعبو منتخبنا الوطني بإيعاز من "الجنرال" بن شيخة في الصبيحة بداية من الساعة التاسعة، ونزلوا إلى كافيتريا الفندق لتناول فطور الصباح، وتحولت الكافيتيريا إلى قاعة حفلات بالنظر للأجواء التي كانت سائدة في ظل تبادل اللاعبين لتهاني العيد فيما بينهم، إضافة إلى اتصالهم بالأهل والأقارب لتبادل التهاني، فما عدا صلاة العيد التي سقطت بما أن الوفد الجزائري يوجد في سعر ولا يوجد مسجد قريب من مكان إقامة الخضر، فإن كل شيء كان على ما يرام سيما وأن المشرفين على الوفد عمدوا إلى خلق أجواء جميلة ومنقطعة النظير بالمزج بين اللاعبين ورجال الإعلام الذين كان لهم دور فعال في إضفاء أجواء بهيجة من خلال نشاطهم الدؤوب.

بن شيخة كسر كل الحواجز وجعل من المنتخب عائلة حقيقية

وعمد الناخب الوطني خلال الحفل المصغّر صبيحة العيد إلى خلق أجواء عائلية جميلة ومنقطعة النظير بين لاعبيه من خلال تحسيسهم بأنهم حقا في عائلتهم الثانية، والهدف من وراء ذلك كان واضحا إلى أبعد الحدود حيث كان يهدف "الجنرال" إلى الدمج بين القدامى والجدد وكذا المحترفين والمحليين في ظل التغييرات الكثيرة التي أحدثها على مستوى المنتخب من خلال إبعاده لبعض اللاعبين الذين كانوا بمثابة ركائز واعتماده على لاعبين جدد جلهم يحملون ألوان الخضر لأول مرة.

اشترط عليهم تبادل التهاني بالعربية

وقصد إذابة الجليد وإحياء روح التضامن في نفوس اللاعبين لتحفيزهم ووضعهم في أحسن الظروف والأحوال، عمد الناخب الوطني إلى إجبار كل اللاعبين لإلقاء كلمة أمام زملائهم بمناسبة العيد باللغة العربية، مما يوحي بأنه يحاول قدر المستطاع تحسيس لاعبيه بالإنتماء، وهو الأمر الذي كان بمثابة حاجز حقيقي بالنسبة لبعض لاعبينا المحترفين الذين لم يتعودوا على الحديث بالعربية، لكن رغم هذا إلا أن الرغبة الملحة لبن شيخة جعلتهم يتحدثون باللغة العربية ولو بكلمات القليلة يدعمون بها رصيدهم على غرار ما قاله بوڤرة ومطمور وزياني، هذا الأخير الذي يظهر أن "التشناف" يعتبر مقوّما من مقوّمات شخصيته.

الفاف اقتنت أضحيتين والنحر في الفندق ممنوع

وبما أن نحر الأضحية هو كل شيء في عيد الأضحى المبارك اقتداءً بسنة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم تفوّت هذه الفرصة من خلال إقدام رئيس الوفد السيد بن حمزة، والذي هو عضو من أعضاء "الفاف" على اقتناء أضحيتين، حيث تم التكفل بنحرهما من قِبل تيكانوين في المذبح البلدي للوكسمبورغ والذي يبعد بحوالي 15 كلم عن الفندق مكان إقامة الخضر، لكي تكون الأجواء على الأقل مشابهة لما هي عليه في الجزائر وفي البلاد المسلمة عموما.

بوڤرة ومطمور نابا عن زملائهما في عملية النحر

ولم يكن بوسع كل لاعبي المنتخب الوطني التنقل إلى المذبح البلدي الذي يبعد عن الفندق كما ذكرنا آنفا بـ 15 كلم، وناب عن رفقاء مبولحي في عملية النحر اللاعبين بوڤرة ومطمور، اللذان لم يكونا معنيان بمواجهة أمس، حيث كانت سعادتهما كبيرة بتنقلهما رفقة المسؤولين إلى المذبح ومشاركتهما في عملية النحر رفقة الجالية العربية المسلمة التي كانت موجودة بمكان النحر، علما أن القانون في لوكسمبورغ وفي أوروبا عموما لا يسمح بنحر الأضحية في الأماكن العمومية.